الجن يلاعب الزمالك
23 اكتوبر 2017 الساعة 8:35 صباحا
لا أزال أحاول فهم وتحليل تصريحات رئيس نادي الزمالك بشأن الخسارة بثلاثية أمام فريق سموحة في بطولة الدوري العام، وهي بسبب أعمال السحر والشعوذة التي يرتكبها الرئيس الأسبق ممدوح عباس.
فها هو يبرر -بثقة- أن لاعبي الزمالك كانوا يلاعبون «الجن» وليس فريق سموحة؛ بسبب ساحر مغربي أحضره رئيس نادي سموحة، بالاتفاق مع «عباس» مقابل 5 آلاف جنيه!! هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإدلاء بمثل هذه التصريحات، فقد صرح بها في بطولة الدوري، العام الماضي، عندما خسر الزمالك بثنائية من المنافس التقليدي الأهلي، وقيل إن هناك ساحرًا مغربيًا؛ أطلق «جامايكا وعفركوش»؛ ليجعل اللاعبين يضحكون بلا سبب في المباراة ويتلفتون حولهم ويتجرعون مرارة الهزيمة!! على أي حال، لو كان الفوز في المباريات يتم عن طريق أعمال السحر والشعوذة؛ لفازت أندية «القاع» ببطولة الدوري العام وكأس مصر وببطولة دوري أبطال أفريقيا، ولتأهلت لكأس العالم للأندية واللعب أمام مشاهير العالم!! ولم يكن هناك داع لشراء الأندية للاعبين بالملايين، فكل ما عليهم أن يجمعوا فريقًا من القرى والنجوع، لن يكلفوهم 50 ألفًا.. أو أنفارًا من على أي مقهى، وإحضار ساحر «يتمتم» بالتعاويذ عليهم، ويجلب لهم العفاريت «الخُضر والزُرق» لمعاونتهم، مع ضرورة رش البخور، وأن يعلق على صدر كل لاعب حجابًا مع رِجل كتكوت يتيم، وريشة «حداية أرملة»، ويقوم برش الملعب بالماء السحري؛ ليتحول اللاعب «الكسيح» بقدرة قادر إلى لاعب «أسطورة»؛ يُسحر ألباب الجماهير بمهاراته، وبذلك ينتصر الفريق في كل المباريات.. وبخمسة آلاف جنيه فقط!! إن إطلاق مثل هذه التصريحات لن تجعل الجماهير ومحبي الزمالك -الذين أصابتهم جميع أمراض الضغط والسكري والقلب- يهدأون، بل بالعكس تأتي بنتيجة سلبية والسخط والسخرية. في تقديري أن أسباب النتائج المخيبة للآمال لفريق الزمالك؛ بيع وإعارة اللاعبين الذين شارك معظمهم في حصول النادي على بطولتي الدوري والكأس معًا.. الـ«تطفيش» المتعمد للمدرب المحبوب «فيريرا»، الأمر الذي جعله يهرب بلا عودة.. كثرة تغيير المدربين.. استقدام 20 لاعبًا يجهلون قيمة النادي.. افتقاد وسط الملعب لمايسترو صناعة اللعب، الاستسلام للرقابة اللصيقة من الفرق المنافسة، عدم وجود حلول ابتكارية للهروب من «الزون دفنس»، وانتشار أسرار وتشكيل الفريق قبل المباراة بيومين على كل المواقع الإلكترونية. العبرة ليست بكمّ اللاعبين، ولكن بمعرفة قيمة النادي، واستعادة ثقافة الفوز و«روح الفانلة» واللعب لآخر دقيقة لتحقيق الانتصارات والتتويج بالبطولات، والفوز على الجن «الأزرق» نفسه!! الاعتراف بالهزيمة وتوجيه الثناء على الفريق المنافس ليس عيبًا ولا ينتقص من قدرك.. لكن غير المعقول أن نلقي باللوم على «الأسياد» للفوز بالمباريات.. اللهم اجعل كلامنا «خفيفًا» عليهم.. «دستور يا أسيادنا»!!
بقلم: أحمد مصطفى سلامة
المصدر: الأهرام